4.3.09

شهادة حيّة برسم الوزير….

يوم الثلثاء الواقع في الثالث من الشهر الثالث من العام 2009 وفي تمام الساعة الخامسة والدقيقة الخامسة والثلاثين مساءً، في محلة فرن الشباك، وتحديداً أمام ثكنة المقدم الشهيد بيار غاوي حدث ما يلي:

سيارة جيب بيضاء تبدو مدنية، بلوحة تحمل الرقم " N317954 ن"، تقف في الجهة المقابلة للثكنة، موقفةً وراءها حبلاً من السيارات، آخذةً كل وقتها لتقرر اتجاه سيرها يميناً أو يساراً او ... وكونها لم تشغل اية اشارة والكل ينتظر قرارها، اضطر سائق الباص المنتظر خلفها الى اصدار زمور صغير يرغم سائقها على الاستيقاظ من غفوته، واذ به يستيقظ كالديب الكاسر، ويترجل من جيبه مع شخص آخر من الفصيلة نفسها، متجهين نحو سائق الباص ليفتح سائق الجيب باب الباص ويطحش على السائق ماسكاً اياه بملابسه، ناهراً شيبه، شاتماً أخته وامه، وأحداً لم يحرك ساكناً، فيا للخجل! مشهد مبكٍ في وطن القانون والمؤسسات: الرجل المسنّ لم يفتح فاه بكلمة، الركّاب المذهولون لما يحصل يراقبون بصمت، وحرس الثكنة يقترب مشجعاً وداعماً لما تقترف يديّ زميله في الواجب بحق زميل له في المواطنية والانسانية....

وانا على جانب الطريق اشاهد تلك المسرحية الميليشياوية منتظرة اسدال الستارة ولكن ليس لأصفق بل لأترحم على بلد تسن فيه القوانين لتنفذ بحق بعض الموبيلاتات التي يسترزق اصحابها عبرها او بحق بعض السيارات التي اعتادات مساحاتها على ورقة ظبط يومية، ولكن ذاك الدركي الشاب أي قانون يحاسب عنتريته الطائشة ام انه "عنتر" اذا ما سئل "مين عنترك؟" سيجيب ساخرا" حتماً : "عنترت وما حدا ردني!".....

رولا أحوش البستاني

ليست هناك تعليقات: