21.5.07

غسل يديه ولكنه أسلمه...

انه لمن المؤسف والمؤلم حقاً ما حصل من أحداث في شمال لبنان ومن المحزن سقوط كل هؤلاء الشهداء دون أي مبرر أو أسباب واضحة تذكر.... فبعد ان شاهد اللبنانيون ما حصل في نهر البارد عاد الى ذاكرتهم السؤال الذي طرحوه مراراً وتكراراً ولم يلقوا له جواباً: لماذا يسقط الشهداء في بلادنا؟؟؟

ان اللبنانيين جميعاً تابعوا تقارير يومية عبر شاشات التلفزة عن منظمة "فتح الاسلام"، تلك التي بدأ يبرز اسمها أكثر فأكثر منذ عملية التفجير التي حصلت في منطقة عين علق ولم نسمع ولو تعليقاً واحداً او استنكاراً أو تنكراً لوجود هذه المجموعة المسلحة لا من جانب الدولة اللبنانية ولا من جانب الفصائل الفلسطينية الاخرى...

منذ سنتين بدأت هذه المنظمة بالعمل على تجييش افرادها وتسلحيهم وتدريبهم عسكرياً بحجة القضية الفلسطينية ولم يأبه أحد من السلطة الحاكمة في لبنان لأهداف هذه المنظمة المستحدثة ومخططاتها، خاصة بعد حادثة باصات المتن الشمالي، كان لا بدّ من أخذ الأمور بجدية أكبر للتعمق أكثر في أبعاد هذه المنظمة ومدى ارتباطها بالمجموعات الفلسطينية الأخرى ومدى معرفة واطلاع الفصائل الفلسطينية على تفاصيل وجود هكذا منظمة!!!

الحكومة اللبنانية بما تبقى منها كما وبعض النواب الخائفين على اكثريتهم نسمعهم يرددون كالببغاء في كل مناسبة جملة واحدة": نزع السلاح اللاشرعي".... ونراهم يتباهون بتوقيف شاحنة سلاح لحزب الله وشاحنة اخرى أيضاً لحزب الله فأصبح هذا السلاح هوسهم وشغلهم الشاغل. ليس سيئاً الحلم بدولة قوية، والحلم بأن تعود الأمور الى طبيعتها فيصبح السلاح الوحيد في لبنان هو سلاح الجيش اللبناني، ولكن هلا أجابنا كل هؤلاء المفترض انهم مسؤولون عن أمننا واستقرارنا، كيف يتسلح الفلسطينيون في لبنان؟ كيف يوسّعون دائرة نشاطاتهم بمنظمات ومجموعات جديدة؟ لماذا يتسلحون على ارض لبنان ومن سيقاتلون على هذه الأرض؟؟؟

ظهر أبطال الشاشة كل من موقعه يعرض عضلات لسانه مستنكراً ومتنكراً متلهياً بطرق النظريات والتحليلات عوضاً عن التحرك بالفعل وليس بالقول لايقاف هذه المجزرة...،كما وان البعض اشار الى ارتباط فتح الاسلام بالنظام السوري ، ولكن هلا اخبرنا هؤلاء المدعين والممثلين في الحكومة وبما انهم يملكون الحقيقة لماذا لم يحركوا ساكناً للحد من هذه المنظمة؟. انه لمن المخجل ظهور كل هؤلاء اليبلاطسيون على شاشات التلفزة للتنكر لهذه المنظمة وغسل ايديهم من أفعالها بدل استباق الأمور وكأنهم يبيضون صفحاتهم السوداء كما اعتادوا على تبييض أي شيء اسود في حياتهم متناسين ان تغافلهم واهمالهم يلقي على عاتقهم مسؤولية تتساوى والمساهمين في احداث هذه الجريمة بحق الجيش والوطن...

لا يمكن لأي لبناني القبول بحكومة لا تستطيع حماية أبنائها. لا أمن، لا استقرار، لا بحبوحة، لا مؤسسات ولا دولة....فقط الكراسي والمناصب هي التي تتربص بالعقول المتعفنة...
لا يمكن لأحد ان يقبل بحكومة المشاريع والصفقات هذه ولا بنواب قانون التزوير ذاك، الذين لا يريدون تحمل المسؤولية الأمنية والسياسية في لبنان انما فقط وجدوا لالهاء الناس بخطاباتهم الفارغة وتكرار ما يمليه عليهم الآخرون....
وبالتأكيد لا يمكن ان يموت اربعة ملايين لبناني لتحيا كراسيهم النتنة وتمتلئ جيوبهم الشرهة.... فدم الشهداء لا يرحم والشعب اللبناني الحي يمهل ولا يهمل....
في صفحة التيار
رولا أحوش

21.05.2007

هناك تعليق واحد:

طاهر خشاب / Taher Khachab يقول...

لا يمكن لأي لبناني القبول بحكومة لا تستطيع حماية أبنائها. لا أمن، لا استقرار، لا بحبوحة، لا مؤسسات ولا دولة....فقط الكراسي والمناصب هي التي تتربص بالعقول المتعفنة...

I had to copy your words only because I don't have the arabic keyboard.
We can not accept any of these conditions and even any of the others you didn't mention. I left long ago but I'm still suffering with all of you and I hope every thing will finish one day.