19.8.05

حدّث ولا حرج

انتقادات تتطاير كالصحون
أصوات تقرع كالأبواق
ألسنة تلسع كالأفاعي
وكيف إن كان المصدر سيدة؟!

هي سيدة تأتي من الماضي متناسيةً كل ما مضى، ماضٍ كان لها فيه سنوات عديدة سميت خلالها نائباً ولكنها أشبه وأقرب الى تسمية "نائبة"!

عفوك أيتها اللغة العربية لأننا نخذلك حيناً ونحقّرك أحياناً أخر غير مدركين انك أنثى تدافع عن مثيلاتها ولكننا الآن فهمنا لماذا أهملت المؤنثات في بعض المفردات لأن أصنام النساء لا يليق بهن التأنيث!
عفوك سيدي قدموس لأننا حين نشرت حروف الأبجدية لم نعترف بك منجماً عالمياً أو معلماً ناشراً للغة جديدة عنوانها "الدفاع عن حقوق المرأة" فقد عرفت كيف تفصل بين ما يجوز فيه التأنيث وما يحرم عليه وكأنك كنت تدرك ان بعضهن لا يستحق!
عفوك بلادي لأننا نصلبك كل مرة نسمح فيها لأمثال هذا أو تلك بالعودة من جديد الى الحكم والحكومة "دون اذن او دستور"!

تلك السيدة وصلت الى البرلمان ككثيرين غيرها رغماً عن لبنان ومن ثم ادّعت تفعيل دور المرأة في المجتمع وشؤونه من خلال دور فردي في حكومة اعطتها الثقة منذ اسابيع وها هي اليوم تشكو من بعض اركانها!

أيتها الوزيرة "النائبة" نايلة معوض، اسمحي لنا ان نوجه انتقاداتنا بكل حرية لأننا نحن أبطال 14 آذار الحرّ ووحدته الوطنية
و اسمعي أصواتنا ولو لمرة تنادي بالحق وشاركينا هذه الحقيقة دون طمع أو رياء
وألسنتنا ستكون كخنجر في صدر الضغينة لأنها الألسنة نفسها التي هتفت وما زالت تهتف للسيادة والحرية والاستقلال والعيش والمشترك!

شاهدناك بالأمس عبر الشاشات تحيكين لنا أثواب الغباء وتلبسيننا اياها دون مقاس
سمعناك تتحدثين عن رموز السلطة الماضية وان بعض الوزراء يودّون العمل كاستمرارية لذهنية ورثوها من الماضي الذين هم منه
ولكن هل هذا حديث عن التحديث؟ وعن أي ماض تتحدثين؟ أو لست ممن كانوا يستفيدون من ثرواته ومفاعيله؟
أو لست ممن صمتوا لسنوات في البرلمان حين كان الشباب أمثالنا يتكلم، يجوع، يُضرب، يُعتقل، يُسجن ويُقتل؟
أو لست ممن كانوا يشاركون في كل جلسة وهب ثقة ويقفون مصفقين عند انتهاء كل جلسة؟

ويبقى السؤال أتعرفين الفرق بين ذهنية "الدّقة القديمة" والذهنية "المودرن" في حكومة لبنان الحديث؟
في الأمس ذهنية رجعية مبنية على أسس متخلفة يطبّق عليها نظام وصاية تستمتع فيه لأنها المستفيد الأول وربما الأخير
أما اليوم ذهنية "مودرن" مبنية على أسس الفلتان تطبق نظام الشتائم تستمتع فيه لأنه مصدر بقائها الوحيد

وهنا حدّث ولا حرج!

أسلوب التذاكي هذا لم يعد مصدر بقاء بل هو مصدر فناء ورحيل دون عودة
بدعة الأجهزة هذه لم تعد تجدي نفعاً لأنه حتى لاستغلال العقول واستغبائها حدود
اسطورة رموز ماضي السنوات ال15 تلك لم تعد تنطلي على أحد لأن الجميع سواسية أمام محكمة المستقبل
واستفادتك كغيرك من التحرير لا يعني انك من صانعيه!
هلا تفضلت وأخبرتنا عن نضالك كل تلك السنوات وعن شركائك في النضال؟ هلا أخبرتنا عن مساعيك لكشف كل الحقائق خلال السنوات المنصرمة منذ اغتيال الرئيس بشير الجميل حتى حينه؟ أم إن "الحقيقة كل الحقيقة" التي ناديت بها مع الآخرين هي فقط تطبق على العام 2005
اسمحي لنا حضرة الوزيرة "النائبة" نايلة معوض أن نخبرك بأننا شعب حضاري لا يؤمن بالشتائم كقوة للدفاع، ولا يفهم الاستغلال كوسيلة للوصول واسمحي لنا أن نذكرك بأننا "شعب عظيم" لا يشبه مدّعي العظمة ولا يفخر بالرد على صغائر النفوس!
http://www.assafir.com/iso/today/weekly_barid/15.html
رولا أحوش
18/08/2005

ليست هناك تعليقات: